Press "Enter" to skip to content

الانتخابات العراقية القادمة وأهميتها الاستراتجية لتركمان العراق- رؤية

احمد الهرمزي

في 11 تشرين الثاني 2025 ستُجرى الانتخابات البرلمانية العراقية لاختيار أعضاء مجلس النواب الذي يضم 329 مقعدا ، هذه الانتخابات تعد السادسة منذ 2003 ، وتشكل محطة حاسمة لإعادة تشكيل المشهد السياسي، لاسيما بعد التحولات في المنطقة والعراق وتوتر التوازنات الداخلية بين المكونات  المشكلة للحكومة.

التحديات النظامية

القانون الانتخابي الذي تم تعديله في مارس 2023 يُعد منعطفًا كبيرًا ، إذ أرجع تقسيم الدوائر إلى مستوى المحافظة بالكامل (19 دائرة) واعتمد طريقة التمثيل النسبي المعدّلة باستخدام طريقة سانت ليغو ، هذا التعديل يمثّل تحديًا خاصًا للأحزاب الصغيرة والقوى المستقلة لأنه يقلّص فرصها مقابل الأحزاب و التحالفات الكبرى.

المشاركة التركمانية :تاريخ ومركزية المجتمع التركماني

المجتمع التركماني في العراق يعتبر من المكوّنات الأساسية دستوريا وقانونيا ولكنة يفتقر غالبًا إلى التمثيل السياسي الكافي بسبب التهميش والتغييرات الديموغرافية المستمرة في مناطقة .

 التحالفات التركمانية

يعتبر تحالف “جبهة تركمان العراق الموحد” و “تحالف انقاذ تركمان كركوك”  هم التحالفان الرئيسيان المشاركان بأسم التركمان مع وجود قوائم واسامي شخصيات تركمانية في عدد من القوائم الاخرى .

هذان التحالفان  يقدمان نفسيهما كصوت موحّد للساحة التركمانية في البرلمان المقبل، مع وعد بقائمة تمثل الكفاءة والانتماء للقضية.

تمثيل الكوتا

حسب النظام الحالي، هناك تخصيص للكوتا في البرلمان لـ الأقليات، لكن التركمان لا يندرجون ضمن فئات الكوتا المضمّنة (أيزيديين، شيعة فيلي، مندائيين، شبّاك، مسيحيين). لذلك التمثيل يعتمد على قوائم انتخابية محلية وخطط تواصل فعالة ضمن الدوائر الواسعة

التحديات والفرص الانتخابية لتركمان العراق

التحديات

-اندماج القوائم وشرائح الناخبين الكبرى ، النظام الانتخابي يميل لصالح الكتل الكبرى مما قد يُلغي الأصوات التركمانية إذا لم تكون قوائمهم قوية أو ضمن تحالفات حزبية نافذة

التنافس القوي في مناطق التركمان الرئيسية ،كركوك وتلعفر وتوز خورماتو، حيث يسعى الإطار التنسيقي لإدارة قوائم متعددة كما أن هناك ضغوط من الكرد لتعزيز مواقعهم

تراجع الحماس السياسي وانخفاض مشاركة الناخبين، بعد سنوات من الاضطرابات والخذلان السياسي—الأمر الذي يعرض التمثيل التركماني للخطر

الفرص

تشكيل تحالف قوي كبنية مركزية تجمع الأحزاب والمنظمات التركمانية يمنح قوة تفاوضية أكبر وفرصة فعليّة للتمثيل المُرتدّ.

الانتخابات مجالس المحافظات الأخيرة تعكس رغبة عامة في اللامركزية ، مما قد يشجع الناخب التركماني للتوجة الى صندوق الاقتراع.

الاهتمام الإقليمي والدولي بالتمثيل العادل للأقليات يوفر منصة للضغط على القوائم لضمان مشاركة عادلة .

مقترحات لتعزيز التمثيل التركماني

-اتفاق قادة التركمان على صيغة نهائية موحدة (مقترح ضعيف ولكن ممكن تحقيقة )

تشكيل خلية أزمة أكاديمية مختصة ،دورها في تقديم الاقتراحات والحلول، وضمان تميّز الكوادرالتي تراقب الانتخابات

إقناع وتجنيد الناخبين المترددين ، جولات ميدانية، لقاءات مباشرة، حملات حول أهمية التمثيل التركماني كـ”وجود سياسي” وليس مجرد انتخابات

التقسيم الإداري وإشراك المجتمع الشعبي محليًا، تكوين لجان شعبية في كل منطقة تركمانية كجسر تواصل ومحرك للمشاركة، مدعومة بالتسهيلات اللوجستية (تنقل، تعليم، منشورات، وسائط اجتماعية)

رؤية التمثيل كمسألة وجود خصوصا بالاعلام المرئي والمسموع واستغلال الشخصيات التركمانية المؤثرة في ذلك ،ربط العملية الانتخابية بوجود الهوية التركمانية نفسها، مع ترويج فكرة أن الفشل يعني إعادة التسول السياسي في الطرقات والاعتصامات

اقامة مهرجانات انتخابية حقيقة وليس مهرجانات طعام ومقامات .

التحالفات التكتيكية الذكية

في الدوائر ذات التنافس العالي، يمكن اتفاق تكتيكي مع أحزاب أخرى  لضمان مقاعد مشتركة مع أخذ تعهدات مكتوبة بذلك .

الانتخابات العراقية القادمة بالفعل “فرصتنا الأخيرة” حيث تواجه المجتمع التركماني تحديات بنيوية وتنظيمية، لكن هذه الانتخابات تقدم أيضًا فرصة حقيقية لصياغة مستقبل ينطوي على تمثيل عادل وقوي

من خلال تشكيل قيادة موحدة، وتخطيط أكاديمي احترافي، وخطط ميدانية لتنظيم وتوعية الناخبين، يمكن للتركمان أن يحولوا “الانتخابات إلى إثبات وجود” وليس مجرد حدث عابر

وكما وصف احد الكاتب التركمان الوضع (“باجر لا نبجي ونلطم…”)إذ سيكون الاندفاع للاعتصامات والندم متأخرًا ولا يجدي نفعًا.

وللحديث بقية …………….

Be First to Comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *