Press "Enter" to skip to content

تلاشي الوفاء في المجتمع: تحليل لرحيل شخصية تركمانية بارزة

بقلم احمد الهرمزي

يعد رحيل الشخصيات البارزة في المجتمع اختبارًا حقيقيًا لمدى الوفاء والاحترام الذي يكنه الناس لهم، هذا ما حدث مع المرحوم عزيز قادر صامانجي، السياسي التركماني المعروف، الذي وافته المنية مؤخرًا، مما أظهر بوضوح أزمة الوفاء في مجتمعنا الحالي

عزيز قادر صامانجي كان رمزًا من رموز السياسة التركمانية، ورغم جهوده وإسهاماته الكبيرة، إلا أن جنازته لم تشهد حضورًا يكاد يذكر من الناس، مما يثير العديد من التساؤلات حول دور السياسيين والجمعيات المدنية في المجتمع. فهل السبب في قلة الحضور يعود إلى سوء تقدير من الناس، أم أن السياسيين هم المسؤولون عن هذا الإهمال؟

السياسيون الراحلون، بمن فيهم السيد صامانجي، قدموا الكثير لمجتمعهم، ولكن يبدو أن الروابط بين الشعب والقيادة تآكلت بمرور الوقت. هذه الظاهرة ليست جديدة، ولكنها تجلت بشكل صارخ في جنازة السيد صامانجي. العديد من الأحزاب السياسية، بالإضافة إلى الجمعيات المدنية المختلفة، كان لديها الفرصة لإظهار احترامها وتقديرها لهذه الشخصية البارزة. لو أن كل مؤسسة كما كتب احد الاخوة أرسلت عشرة ممثلين فقط، لكان عدد الحضور في الجنازة لا يقل عن 300 شخص. ولكن للأسف، لم يحدث ذلك، حتى مجلس العزاء الذي اقيم على روحة من قبل احد الاحزاب كان متواضعا مما يعكس تراجعًا كبيرًا في قيم الوفاء والتقدير

السؤال هنا: لماذا السياسيون هم المسؤولون؟ يمكن القول إن الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية لم تقم بالدور المتوقع منها في تعزيز الروابط الاجتماعية ودعم الشخصيات التي خدمتها. ربما يعود ذلك إلى الانشغال بالمصالح الشخصية والسياسية الضيقة على حساب القيم الإنسانية والاجتماعية. هذا الانشغال يؤدي إلى تآكل الثقة بين الناس وقادتهم، وبالتالي إلى عدم التقدير الكافي لمن قدموا خدمات جليلة لمجتمعهم.

نحن نخجل اليوم ونكرر طلب السماح من شهدائنا ومن السيد عزيز قادر صامانجي، لأننا لم نوفيهم حقهم من التقدير والاحترام في حياتهم وبعد وفاتهم. هذا الخجل يجب أن يدفعنا لإعادة التفكير في قيمنا وسلوكياتنا تجاه من يخدمون المجتمع بإخلاص. فالشخصيات البارزة مثل صامانجي تستحق منا أكثر من مجرد كلمات، إنها تستحق أفعالاً تترجم التقدير إلى واقع ملموس.

في النهاية، يمكننا القول إن رحيل عزيز قادر صامانجي لم يكن مجرد فقدان لشخصية سياسية، بل كان جرس إنذار لنا جميعًا. علينا أن نتعلم من هذه الحادثة وأن نعمل على تعزيز قيم الوفاء والاحترام في مجتمعنا، لنكون أوفياء لمن يخدموننا بكل إخلاص وتفانٍ. يجب أن نتجاوز الخلافات السياسية والمصالح الضيقة لنكرم من يستحقون التكريم، ولنبني مجتمعًا متماسكًا قائمًا على الاحترام المتبادل والتقدير الحقيقي..

Be First to Comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *