Press "Enter" to skip to content

ضمير القومية التركمانية: 34 عامًا على رحيل محمد عزة خطاط

اليوم تمر الذكرى الرابعة والثلاثون لرحيل أحد أعلام الأدب التركماني والفكر القومي، محمد عزة خطاط. لم تكن وفاته مجرد انطفاء قلم شاعر، بل كانت أفول صوت شعب وضميره ورمز مقاومته. وكما هو حال كل أصحاب الفكر، لم يعش خطاط لعصره فقط، بل استمر إرثه في التأثير على الأجيال التي جاءت بعده.

من الأدب إلى المقاومة: حيث يلتقي القلم بالسياسة

لم يكن محمد عزة خطاط مجرد شاعر ينسج الأبيات العاطفية. بل كان سياسيًا يتحدث بشعره، ومفكرًا يكافح بكتاباته. تصدّى بسياساته وقلمه لسياسات الطمس القومي، والضغوط الثقافية، والتهميش السياسي الذي تعرض له الشعب التركماني. لم توقظ أشعاره المشاعر فقط، بل أيقظت الوعي أيضًا، وكان بحروفه يبني الهوية التركمانية سطرًا سطرًا.

هل هي قومية؟ بل هي كرامة الإنسان ذاتها

القومية عند محمد عزة خطاط لم تكن إقصائية، بل كانت نضالًا من أجل حق الإنسان في أن يعيش هويته ويحافظ عليها. وبينما تم تجاهل وجود التركمان في العراق وسوريا وإيران وحتى في تركيا، كان هو من بين أولئك القلة الذين رفعوا صوتهم ضد هذا الصمت. بالنسبة له، كانت القومية جدارًا من المقاومة في وجه التوسع الإمبريالي، وكانت الدفاع عن الوجود في أرض لا تُعدّ التعددية الإثنية ثروة.

رسالته لليوم: صحوة ضد فقدان الهوية

حتى يومنا هذا، لا تزال المجتمعات التركمانية تعاني من مشكلات في التمثيل السياسي، وحقوق اللغة، والحريات الثقافية. كتابات خطاط لا تمثل فقط شهادة على الماضي، بل هي أيضًا تحذير للمستقبل. لقد وجّه قلمه لا فقط إلى طغاة زمانه، بل إلى لا مبالاة الغد. حين قال: “من يفقد هويته، يفقد مستقبله”، كان يخاطب شباب التركمان في هذا العصر.

من أجل مستقبل استراتيجي للهوية التركمانية

إحياء ذكرى محمد عزة خطاط اليوم ليس مجرد تكريم لأديب، بل يجب أن يكون إحياءً لأفكاره وربطًا لها بواقعنا السياسي الراهن. الأحزاب التي تحمل الهوية التركمانية، ومنظمات المجتمع المدني، والمبادرات الثقافية، يجب أن تجعل من إرث خطاط مرشدًا لها. فذلك ليس مجرد وفاء للماضي، بل بناء لاستراتيجية مستقبلية.

الخاتمة: خطاط حيّ، لأن الأفكار لا تموت

محمد عزة خطاط لن يموت في اليوم الذي رحل فيه، بل في اليوم الذي ننساه فيه. ولكن، طالما أن أفكاره، وأشعاره، وكتاباته لا تزال ترنّ في ضمائر شباب التركمان، وتضيء طريق اليقظة لشعب بأكمله، فهو لا يزال حيًّا.

وفي هذا اليوم، وبينما ننحني احترامًا لذكراه، فإن مسؤوليتنا ليست في تذكّره فقط، بل في حمل راية النضال الفكري والسياسي الذي بدأه.

غانم عثمان

Be First to Comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *