حقيقة الوجود التركماني في العراق

صدرت الطبعة األوىل من هذا الكتاب يف عام ،2005 واستقطب اهتماما معينا الحتوائه
عىل العشرات من الوثائق التي تم التحري عنها يف األرشيف الوطني البريطاين عن حقبة
هامة من التاريخ العراقي، مما حدا بالدار العربية للموسوعات يف بيروت إىل طلب
إصدار الطبعة الثانية منه يف نفس العام.
وقد أعلمني يف وقته صديقنا المرحوم خالد العاين، مؤسس الدار المذكورة أن الكتاب
قد شارك يف الكثير من المعارض الدولية والعربية للكتاب واستقطب اهتماما ال بأس
به.
وقد مر عىل صدور الكتاب ما يقرب من العقدين، مما حدا ببعض اخوتنا وزمالئنا طلب
ّ منه اباؤهم
تنقيح الكتاب مجددا وإصداره بحلة جديدة، لتعريف األجيال الشابة بما مر
واجدادهم، عالوة عىل القاء النظر عىل ما توالت عليه األحداث.
كنا وقت صدور هذا الكتاب نعرب عن آمال متفتحة للوصول إىل عراق حر ديمقراطي
موحد ال تتجاذبه األهواء اآلنية ويغلب عليه شعور المواطنة.
عبرنا عن مخاوف وهواجس كنا نتمنى أال تحدث يف هذا الوطن الجامع، وكثيرا ما
تساءلنا بإصرار: هل تغلب الحكمة وبعد النظر عىل أطياف العراق فيتحدون يف مسيرة
حضارية واحدة متماسكة لبناء العراق الحديث، أم تغلب النزعات العرقية والطائفية
للحصول عىل مكتسبات آنية للمجموعات العرقية والثقافية عىل حساب الحل
المصيري طويل األمد؟
ّ كان ذلك عىل اعتاب نشوء نظام تخلص من أدران حكم البعث المستبد، وسريان شعور
طاغ عىل المواطنين للسير بالبلد إىل آفاق حضارية جديدة.
ولكن الرياح مل هتب بما تشتهي السفن، وعاش العراق حقبة من التنازع المؤمل ومحاولة
البعض االستعالء عىل اآلخرين والحصول عىل مكاسب آنية دون االلتفات إىل ما

سيجره الفساد واألثرة وضيق األفق عىل البالد ومكوناته برمته.
وقد عانى المواطنون التركمان العراقيون من هذه المآسي ومن اإلرهاب المروع وغمط
الحقوق وعدم إعادة حقوقهم المشروعة إليهم يف نواح متعددة الشىء الكثير.
ّ ومن هذا المنطلق رأينا أن نضمن هذه الطبعة بعض ما يلقي الضوء عىل تاريخ أصبح
ّ ها.
جزءا من حياة المواطنين الذين عاشوا حقبتها بحلوها ومر
نتمنى أن يطلع الجيل الجديد عىل هذه الوقائع ال ليتباكوا عىل حقب مظلمة يف تاريخهم،
بل لكي يدفعهم ذلك إىل خلق آفاق جديدة لألجيال القادمة يشعر فيها المواطن بحريته
وكرامته وحقه الطبيعي يف التمتع بخيرات البلد اسوة باألخرين.
كل ما نأمله أن تتم قراءة هذا الكتاب للتعرف عىل هذه الحقائق وأال يبقى حبيس الرفوف
العالية.
ودمتم بخير.
أرشد الهرمزي